-->
الفلسفة المغربية الفلسفة المغربية

منهجية الكتابة الإنشائية الفلسفية الخاصة بالنص

منهجية الكتابة الإنشائية الفلسفية الخاصة بانصالصــــيـغة: نص فلسفي يعرض موقفا من قضية فلسفية.
    مـــــــــثــــال
   "لكي نهتدي إلى ما يكوّن الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى. فالشخص، فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة. ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة. وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر، بل هو، فيما يبدو لي، ضروري وأساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن [بشري]، كيفما كان، أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا. عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا. إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته. إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم، وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه، ويتميز به، من ثم، عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى دائما هو هو. وبقدر ما يمتد ذلك الشعور بعيدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع. فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر."
المـطـلـب: تحـــلـيل النـــــص ومــناقشــته

1   -  المــــــقــــــدمــــــــــــــة: 4 نقط
أ‌-  التــمــهــــيد:
    يجب أن يكون مناسبا لموضوع النص، ويتضمن تبريرات كافية لصياغة القضية(الإشكال) التي        يثيرها النص صياغة استفهامية. وهو يعتمد عدة صيغ منها:   الانطلاق من تعريف المجزوءة التي ينتمي إليها النص أو المفهوم الأساسي في النص. أو الانطلاق من التأطير التاريخي لإشكالية النص؛ أي الإشارة إلى السياق التاريخي والثقافي الذي أثار اهتمام الفلاسفة بالإشكالية المطروحة في النص،. أو الانطلاق من التقابلات الموجودة في النص ( الحرية والإكراه، المطلق والنسبي، العقل والتجربة…الخ)
ب‌-طــرح الإشــكــال:
وهنا نصوغ التساؤلات التي تعبر عن الإشكال الذي يتضمنه النص من خلال صيغ استفهامية تنتهي بعلامات استفهام. وقد نطرح تساؤلين أو أكثر حسب طبيعة الإشكال الوارد في النص. كما يشترط في التساؤلات أن تكون مترابطة وبينها وحدة عضوية.
ويتم صياغة الإشكال انطلاقا من أطروحة النص وأيضا من خلال بعض المواقف الفسفية التي  عالجت نفس الإشكال.
مــــــــــــــــثــال: تعريف المجزوءة
يعبر الوضع البشري عن مجموع الشروط القبلية التي تحدد وضع الإنسان،ومن بين أهم هذه الشروط هناك الوجود في العالم الذي يمثله الشخص،وومن بين أهم القضايا  التي يطرحها هذا المفهوم القضية التي يثيرها النص الماثل أمامنا والتي تتعلق بمحددات الهوية الشخصية،فما الذي يحدد الهوية الشخصية،  هل هو الشعور،أم الفكر...؟
2 _التـــــحــــــلــــــيـــل:  5 نقط
-    تحديد أطروحة النص أي الجواب الذي يقدمه صاحب النص عن الإشكال المطروح.
الاشتغال على البنية المفاهيمية للنص من خلال تحديد دلالات المفاهيم الرئيسية الواردة فيه خصوصا تلك التي لها علاقة قوية بالأطروحة. كما يجب تحديد العلاقات التي يقيمها النص بين مختلف تلك المفاهيم.
-    الاشتغال على البنية الحجاجية للنص عن طريق استخراج الأساليب الحجاجية المستعملة في النص ( مثال، مقارنة، تشبيه، استفسار، دحض، استشهاد …)، والعمل على التعبير عن مضامينها ووظيفتها في النص؛ أي ربطها بالأفكار التي تسعى إلى إثباتها أو نفيها.
من المستحسن التعبير عن البنية الحجاجية للنص بطريقة غير مباشرة لتفادي السقوط في تكرار أفكار النص.
مـــــــــــــثـــــال:
يدافع صاحب النص عن أطروحة مفادها أن الشخص يمتلك هوية و محددها  الأساسي هو الشعور، ثم الذاكرة بوصفها امتداد للشعور في الزمان الماضي .ولبناء الهيكل العام للأطروحته وظف صاحب النص مجموعة من المفاهيم لعل أبرزها: الهوية،الشعور،الفكر..،أما الهوية فترمز إلى الوحدة والثبات والتطابق بين الشخص وذاته.بينما الشعور يقترن بالإحساس تارة ،وبالقدرة على إدراك الذات لذاتها تارة أخرى .في حين يشير  الفكر سيكولوجيا إلى مجموع الأنشطة النفسية للفرد كالتذكر والتخيل...
ودعما لأطروحته وتسويغا لها اتبع منشئ النص مسارا حجاجيا استهله بتعريف الشخص بوصفه كائنا مفكرا وعاقلا قادرا على التأمل والعودة إلى الذات ،ثم انتقل إلى إثبات أن الشخص يمتلك هوية معينة على اعتبار أنه واحد ومطابق لذاته مهما اختلفت الأفعال الصادرة عنه ،ووسيلته الوحيدة في ذلك هو الشعور المقترن بالفكر مقدما مثال السمع والتذوق والشم لتوضيح ذلك.و في الختام استنتج صاحب النص أن الشعور كمحدد للهوية  الشخصية لا يتعلق بالحاضر فقط  ،بل عبر الذاكرة يتصل بأفعال الشخص في الماضي مما يؤدي إلى توسع الهوية الشخصية .
نستنج من خلال تحليلنا لهذا النص أن محدد الهوية الشخصية هو الشعور .فإلى أي حد يمكن الاكتفاء بهذا الموقف كحل للإشكال المطروح؟
3‌ المـــــــــنـــــــاقــشـــة: 5 نقط 
ونميز هنا بين نوعين من المناقشة: داخلية وخارجية. 
   المناقشة الداخلية: وفيها يتعين على التلميذ إبراز موقفه من مدى قوة أو ضعف أطروحة صاحب النص،بحيث بإمكانه استحضار موقف فلسفي مؤيد لأطروحة صاحب النص.ثم ابراز أماكن الضعف في الأطروحة قيد التحليل من اجل الانفتاح على المناقشة الخارجية .
مــــــــــــــثـــال :
إن ما يضفى على أطروحة صاحب النص قيمة فلسفية هو إعطاء مفهوم هوية الشخص بعدا اخلاقيا فالشخص من وجهة نظره هو ذاك الكائن الذي يعقل ذاته و أفعاله مهما كانت الظروف و تغيرات الأزمنة، مادام الشعور ملازم لها. و بالتالي فوعيه مسؤول مسؤولية أخلاقية عن كل ما يصدر عنه من أفعال و أقوال .و في نفس  السياق نجد "دفيد هيوم"قد ربط هوية الشخص بعملية إدراكية حسية لأن "الأنا" لا يمكن أن يعي ذاته أو يشعر بها دون هذه العملية، فبزوال الإدراك الحسي يزول الوعي بالذات و بالتالي تفقد الهوية....
·   المناقشة الخارجية: وفيها نستدعي مواقف فلسفية تقدم أطروحات بصدد نفس الإشكال الذي عالجه النص لكن من زوايا مختلفة.
في مقابل ماجاء به صاحب النص  يذهب "روني ديكارت" إلى تأكيد عملية الفكر في بناء هوية الشخص و فهم حقيقتها، فالفكر صفة تخص الذات الإنسانية و هي وحدها متعلقة بها، يقول ديكارت: متى انقطعت عن التفكير انقطعت عن الوجود"، إذن فأساس هوية الشخص من المنطلق الديكارتي هو التفكير الذي يعتبر مناسبة لحضور الذات أمام نفسها و إدراكها إدراكا مباشرا لكل ما يصدر عنها من أفعال و أقوال. أما صاحب النزعة التشاؤمية "شبنهاور" فقد اعترض عن كل ما سبق و اعتبر أن هوية الشخص تتحدد بالإرادة بوصفها نواة وجود الإنسان الذي لا يحد بالزمان أما الشعور فهو يتجدد و يتغير بفعل الزمن ....
    نستنج من خلال مناقشتنا لهذا النص أنه لا يمكن اغفال الفكر و الإرادة في تحديد هوية الشخص.
   4 -التركــــــــــــيــــــــب:3 نقط
استخلاص عناصر التحليل و المناقشة ،ويمكن فيه التوفيق بين المواقف المختلفة إذا كان بينها تكامل، أو الجمع بينها ضمن موقف تركيبي يتجاوزها جميعا، أو ترجيح كفة موقف ما إذا بدا أكثر إقناعا للتلميذ.
مـــــــــثــــــــــال:
    نخلص من خلال تحليلنا و مناقشتنا لهذا النص، أن الهوية الشخص هي من التعقيد بحيث لا يمكن اختزالها في عنصر واحد، وبرغم من اختلاف الفلاسفة حول محدداتها فهم متفقون على وجودها......



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الفلسفة المغربية

2016