-->
الفلسفة المغربية الفلسفة المغربية

تطبيق منهجية تحليل قولة فلسفية

 

 إنشاء فلسفي

 

الموضوع الثاني 

القولة: 

 '' بإمكان العنف أن يدمر السلطة لكنه بالضرورة عاجز عن خلقها '' 

انطلاقا من القولة ، ما طبيعة العلاقة بين العنف والسلطة ؟


الامتحان الوطني للباكلوريا المغربية/ مسلك العلوم الإنسانية 2008/ الدورة العادية

 

 

الإنشاء

 

     بعد قراءتنا لهذه القولة وفهمنا لما تصرح به وما تضمره ، يتضح أننا أمام قولة تنفتح  على مفهومين مختلفين ومتجاورين هما : مفهوم العنف كمفهوم  مركزي  مرتبطا بمفهوم الدولة ضمن مجزوءة السياسة :وانطلاقا من القولة ومن السؤال المرفق بها ينبري الإشكال الآتي : ما علاقة العنف بالسلطة السياسية ؟ وهل بإمكان العنف تدمير هذه السلطة في حين أنه عاجز عن تأسيسها ؟

للإجابة عن الإشكال المطروح ،ننطلق من تعريف المفاهيم المحورية التي تنتظم حولها أطروحة القولة ،وهي مفهوم العنف الذي نعني به الإفراط في استعمال القوة بهدف إخضاع الآخر وهناك أشكال عديدة للعنف ،المتمثلة في العنف الفردي ، الجماعي ، المادي ، الرمزي وهناك عنف صادر عن الدولة وعنف موجه ضدها ...ومفهوم السلطة كما عرفها عالم الإجتماع  الألماني ،ماكس فيبر ''بأنها قدرة A  على إخضاع B وجعل B تقوم بفعل لم تكن ستفعله من تلقاء نفسها '' .ويمكن اعتبار هذه المفاهيم  بمثابة شبكة مترابطة يحاول من خلالها صاحب القولة إبراز أطروحته المركزية التي تؤكد على الطابع التدميري للعنف الذي يمكن أن يهدم السلطة في حين أنه عاجز عن خلقها لأنه يفتقد المشروعية .

      إذا كان صاحب القولة يذهب إلى التأكيد على أن العنف ذو طابع تدميري للسلطة وعاجز عن خلقها ،فهل علينا نحن أن نقف عند هذا الحد أم من الضروري استحضار آراء فلاسفة آخرون تناولوا الموضوع بالدرس والتحليل ؟

للإجابة عن هذا السؤال نستحضر زمرة من الآراء المؤيدة والمعارضة لأطروحة صاحب القولة .ومن المؤيدين لهذه القولة نجد '' جاكلين روس'' التي تعتبر أن العنف مدمر ولا يمكن أن يكون مؤسس للسلطة  أو خالقا لها ، بل ترى أن الديمقراطية والمساواة والحقوق هي التي تجعل السلطة قائمة ومستمرة وهذا ما يذهب إليه أيضا عالم  الإج الفرنسي إميل دوركايم صاحب كتاب '' قواعد المنهج في علم الإجتماع '' حيث يؤكد أنه لا يمكن لمجتمع أو لسلطة معينة أن تكون لها قائمة إلا في ظل وجود تضامن آلي وتضامن عضوي أما المعارضين لهذه  القولة : نجد '' كارل ماركس'' يؤكد أن العنف هو المؤسس الحقيقي للسلطة فلا وجود لدولة إلا في ظل وجود صراع طبقي ،وبالتالي الصراع الطبقي هو المصدر الأساسي في التطور التاريخي ،كما نجد أيضا '' توماس هوبز'' يؤكد على دور العنف في تأسيس الإجتماع السياسي ، فلا يمكن للدولة أن تقوم إلا في ظل وجود حاكم قوي يتمتع بكل السلطات التي تخول له أن يحكم ويسود (حق القوة) ،كما نجد أيضا ''ماكس فيبر'' يؤكد على أن جوهر السلطة هو ممارسة العنف وأن لها وحدها الحق والمشروعية في استعماله ، فالتعاقد الإجتماعي يعني التنازل للدولة عن حق في استعمال العنف في إطار نظام سياسي حديث.

مما تقدم يتضح أن إشكالية علاقة العنف بالسلطة تتجاذبها عدة أطراف فمن قائل بأن العنف تأسيس للسلطة ،إلى قائل بأن العنف يدمر السلطة ومن ثمة هو عاجز عن خلقها .وهذا ما يجعلنا إزاء موقف توفيقي ينبري من خلال هذه القولة ''إن الإفراط في العنف أو التفريط فيه كلاهما تطرف''



 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

الفلسفة المغربية

2016